Wednesday, December 12, 2007

كما يخاف الريح من غصون الأرز


كما يخاف الريح من غصون الأرز
بقلم فادي شربين

قائد في ميدان الشرف والتضحية، محنّك الكلام، ينظر كنسر للأمور قدير لافهامك، تسمع عذب الكلام يحاور عينيك بتعابير يديه واتبسامته.

يا الهي انك تشفي وجع القلوب، حكيم النفس والوجدان صلب المواقف كصلابة الارز في لبنان. اضطهدت على خشبة الخلاص قيدوا يديك لانك اشرت اليهم انهم مذنبون، فابتكروا الجرائم ونسبوها الى سمير جعجع، فكانت جريمته انه لا يعرف الاجرام وقد عشقوا الفساد والاجرام... جريمته انه بريء وهم مجرمون سفاحون ...

جريمته انه رفض ان يكون حملا وديعا بين عصابات اللصوص وجماعات الذئاب...

جريمته انه عبد البراءة والمحبة والسلام وهم عبدوا الاحتيال والمرواغة والتخاذل...

جريمته انه قيمة انسانية خيرة وهم اولاد الافاعي وزبانية جهنم... جريمته انه حمل في قلبه الايمان ولبنان وما حملوا الا الشياطين والخزلان...

فكانت القرارات بسجنه من مبدأ انه يؤدي واجباته الوطنية بوعي واخلاص وهم نسوا واجباتهم وباعوا قضيتهم ومسخوا انسانيتهم...

سجن لانه ابى الا ان يبقى المواطن والقائد الامثل، يؤدي الرسالة ويتحسس جروح الوطن وآلام المواطنين وعلى الارجح لانه ينبذ التمييز الطائفي، الفئوي والعنصري وهم متعصبون وتعصبهم أعمى لا يرتكز على اي منطق فلسفي او عرف اجتماعي او فقه ديني...

اعتقل لأنه يعيش الام شعبه وأمته ويتحسس اهاتهم ومحنتهم وهم بلا قلب ولا فكر اوعاطفة او رحمة ...

أسروه لأنه رفض ان يكون أسيرا في وطنه وهو يعتبر ان كل بقعة ارض من لبنان هي لبنان لأنه يعشق الانفتاح والوئام وهم متخلفون متقوقعون في زوايا العمالة والاجرام...

سجن لأنه يؤمن بلبنان الواحد وهم يريدون نهشه بأظافرهم وأنيابهم وتوزيعه على عصاباتهم ومأجوريهم لأنه يتألم مع كل جائع ويشعر مع كل محزون وهم لا يتألمون ولا يحزنون لأنهم اموات في الانسانية لا يشعرون ولا يبصرون ...

أعتقل لأنه غني بالرفعة والشهامة والأخلاق، وهم سفلاء جبناء لا يهتمون للقيم ولا يفكرون الا بالمادة البالية والأعمال الدنيئة الرخيصة.

أرادوا موتك ولكن المحبة لا تموت... أرادوا دفنك ولم يعرفوا انك مشتاق لعناق الأرز الطاهر وتقبيل كل حبة من تراب لبنان.

أرادوا أن يقتلوك ليمتعوا أنظارهم برؤيتك جثة هامدة ليتفاخروا ببطولتهم ومقدرتهم ليسجلوا ولو انتصارا واحدا في معركتهم ضد الحق والخير والمحبة، تمنوا قتلك وقد قتلوا انفسهم، تمنوا عذابك وقد استحقوا غضب الانسانية وعذاب جهنم.

لقد توهموا أنك عزلت وراحوا يزغردون ويقرقعون الكؤوس ولم يدركوا انهم يشربون كأس موتهم وهلاكهم ولم يعرفوا لفداحة غباوتهم ان من حمل لبنان في قلبه وعبير الأرز في عروقه وخلجات فكره لا يمكن ان يموت.

ما ان سحنوك حتى وقفوا مدهوشين امام عظمة الحق ودينونة الخالق فتدحرجت صخرة من القادة مليئة بالحق وعشاق لبنان والحرية، ومشت صفوف من المؤمنين بهذه القضية في شوارع لبنان المسلوب يطالبون بحريتك وحرية هذا الشعب والوطن... ولم يكن طويلا حتى استدركوا واكتشفوا ضعفهم وسفالتهم وراحوايرتجفون كاللصوص أمام الحكيم العادل.

وجدوا أنفسهم منهزمين يتحبطون في لجج الحقد والباطل... فأدرك الشعب ان بسجن هذا القائد قتلت القيم الانسانية، شوه وجه الحق والضمير والمحبة، اغتصبت الكرامة والحرية.

أيها القائد الحكيم سجنت لنبقى أحرارا... خرجت من حبسك لتحرير شعب على ارض مفدسة فوجدناك موسوعة للفكر والنضال من اجل الوجود والحريات.

اني أرى اليوم التحديات وها هم على شاشات التلفزة يريدون سلب ما جمعت وحصد ما زرعت ولكن لا يريدون ان يعطوا ما اعطيت. باسم اي قضية يتحدوك أباسم الحرية وقد قدمت نفسك بخورا على مذبحها الطاهر؟ أباسم المحبة وقد خفق قلبك بنسماتها النقية وانوارها البهية؟ أباسم الوحدة وقد عملت طوال حياتك من أجل الوحدة والتسامح والأخوة؟ أباسم العدالة وقد كنت لأجنحتها ترانيم صافية نقية؟ أباسم الخلاص وقد توجت جميع أعمالك وعطاءاتك بالاخلاص والتجرد؟

يا قائدا ستظل مخرزا بأعينهم، انهم يخافون من عنفوانك وبعد نظرك كما يخاف الريح من غصون الأرز، خافوا منك فسجنوك، لأنهم صغار اضطهدوك.

يا قائدي انت الملاذ والولاء والانتماء... بشّر أصحاب السماء اننا واعدون وقل لأصحاب الأرض أننا قادمون... وللتاريخ قل ها انا الحكيم باق


No comments: