Wednesday, December 26, 2007

كرسي الداية من أهم أدوات الولادة

الولادة



مهنة التوليد معروفة من قديم الزمان، ولكن لهذه المهنة في بيروت سيدات من عائلات مختصة بالتوليد، حتى أن المهنة غلبت على اسم إحدى العائلات فعُرفت بآل الداية.

واشتهر بين أهالي بيروت أن بعض الدايات مبروكات، أي أن الولادة كانت تسهل على أيديهن، أو أن النساء يلدن على أيديهن الذكور، فتتهافت عليهن الطلبات.



كانت كرسي الداية من أهم أدوات الولادة، وهي عبارة عن كرسي خشبي، بمسندين على الجانبين، وثقب في الوسط حيث تجلس النفساء، وقد ثبت طبياً أن هذه الوضعيّة كانت تساعد على خروج المولود، بأسرع وأسهل مما لو كانت المرأة مستلقية على ظهرها، يُذكر أن الشخص الذي يُكلّف باستدعاء الداية، كان مجبراً على حمل هذه الكرسي، تتبعه الداية ومعها (عدتها).



وكانت العادة أن تقوم الداية بتبشير والد المولود وتلقى البشارة النقدية منه، حسب مركزه المالي والاجتماعي (فالعطا قيمة)، وهي التي كانت تخفف بلسانها المطواع وكلامها المعسول وطأة الخبر على الوالد إذا كانت المولودة بنتاً، إذا كان المولود ذكراً فرحت النسوة وابتهجن وأطلقن الزغاريد، وحضر في الصباح حاملو الطبل والزمر للتهنئة بالمولود والتصحيف أي الإشادة بأهل المولود، فيقولون: خلف الله عليك، حباً بالمولود ووالد المولود، بيَّض الله وجهه.



وكان من طرائف ذلك الزمان وعادات أهله، أن يسلّم المولود بعد غسله وإلباسه ملابسه، إلى إحدى العجائز المحنكات أو السيدات المشهورات بالفصاحة، فتقوم بوضع أصبعها في فم المولود، وتمرره يمنة ويسرة عدة مرات وهي تردد (اللهم يجعلك من أهل الفصاحة) أو (يجعل كلامك يخرّس الحكام والظلاّم)، ويُسمّى هذا العمل بالتحنيك، أي التيمّن بأن يكون الطفل في مستقبله انساناً محنكاً.



وكان من عادات النساء الاحتفاظ بسرّة الولد بعد قطعها، فتجفف وتحفظ في مكان آمن، حتى إذا سنحت الفرصة بعد عدة شهور عمدت والدته إلى رمي السرة في السراي مثلاً، كي يصبح ابنها من الحكّام، أو رميها على باب ثكنة عسكرية أو مخفر شرطة، تفاؤلاً بأن يصبح ابنها من الضباط، وكان الحرص شديداً على عدم رمي السرّة مع نفايات الولادة خوفاً من أن تأكلها هرة أو كلب شارد، فيلحق الشؤم بالولد.



ويطبخ المغلي بعد الولادة ويُرسل إلى الأهل والأصحاب، ويُقدّم للزوار، ويقوم المهنئون بتقديم الهدايا (النقوط).

وكانت دايات بيروت من جميع الطوائف، يساعدن النساء دون تمييز أو تخصيص، فالأفضلية كانت للجارة وداية الحيّ دون النظر إلى طائفتها أو مذهبها، فمنهن الداية كاترين (أم عزيز) أشهر دايات محلة الحدرة وزاوية المغاربة وجوارهما في بيروت القديمة، وقد ولد على يديها الكثير من أبناء هذه المحلات، وكان يوم وفاتها سنة 1924م يوماً مشهوداً، بكتها النساء من الطوائف كافة وشيّعها رجال الحي كلهم، وأقفلت الأسواق القريبة حداداً على جارة الناس وبنت حيّهم ودايتهم.

يا بيروت

Tuesday, December 25, 2007

لدغة بتفوت وما حدا بموت



لدغة عنكبوت "قد تحل مشاكل الضعف الجنسي"

ثمة عنكبوت برازيلي لدغته تفعل ما هو أكثر من إحداث ألم والإسراع بنقل أغلب الضحايا إلى المستشفى.

فقد وجد أن المادة السمية في تلك اللدغة تؤدي إلى انتصاب يستمر ساعات. وأخيرا تمكن العلماء من الوصول إلى المادة الكيميائية الموجودة في سم هذا العنكبوت والتي تؤدي إلى انتصاب القضيب.

وفي البرازيل، يتمكن الأطباء والممرضون على الفور من التعرف على ضحايا لدغة هذا العنكبوت البرازيلي ويعرف علميا باسم Phoneutria nigriventer.

فالمصابون لا يشعرون بوجع عام في الجسم وزيادة في ضغط الدم فحسب، بل ايضا تعتريهم حالة انتصاب غير مريحة.

ويقول رومولو لايتي من الكلية الطبية في جورجيا "الانتصاب عرض جانبي يعتري كل من يتعرض للدغة هذا العنكبوت إضافة إلى الشعور بالألم وعدم الارتياح"، ويقصد لايتي من تصيبهم لدغة العنكبوت من الذكور.

وتابع قائلا "نأمل في نهاية المطاف أن يؤدي ذلك لتطوير أدوية حقيقية لعلاج العجز الجنسي".

الانتصاب عرض جانبي يعتري كل من يتعرض للدغة هذا العنكبوت إضافة إلى الشعور بالألم وعدم الارتياح
رومولو لايتي - الكلية الطبية بجورجيا

وقد تم عرض البحث خلال الاجتماع السنوي للجمعية الفسيولوجية الأمريكية.

وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة جون هوبكنز في أمريكا مؤخرا أن نحو 18 مليون أمريكي يعانون من مشكلات تتعلق بالانتصاب.

وقد وجد البحث أن نحو واحد من كل ثلاثة رجال يعانون من حالة بسيطة إلى متوسطة من العجز الجنسي لا يتجاوبون مع العلاج بالفياجرا، بينما يستفيد بعض هؤلاء الرجال من العلاج بعقار ليفيترا أو سياليس، فيما تكون فرص الرجال الذين يعانون من حالات شديدة من العجز الجنسي أقل في الاستفادة بالعقاقير.
تجارب معملية

وقد تمكن الفريق البحثي من فصل المكونات المختلفة لسم العنكبوت وقاموا بتجربتها على الفئران لمعرفة أي منها يحدث هذا الأثر.
الفياجرا

وتوصل العلماء إلى المكون الذي أطلق عليه اسم Tx2-6 وقاموا بحقنه في الفئران بهدف إحداث انتصاب لها.

وتم إدخال ما يشبه الإبرة الدقيقة في قضيب كل فأر لقياس مدى التغير في الضغط الذي يتناسب طرديا مع زيادة تدفق الدم في الأوعية الدموية داخل القضيب.

وبمقارنة النتائج بالفئران التي لم تحقن بالمادة، وجد أن الفئران المحقونة شهدت زيادة كبيرة في ضغط القضيب.

كما وجد العلماء أيضا زيادة في مادة أكسيد النيتريك في التجويفين الاسطوانيين الرئيسيين اللذين يملآن تجويف القضيب طوليا.
كيف يحدث الانتصاب

وتتبدى أهمية مادة أكسيد النيتريك حينما تتضح الآلية البيولوجية التي يحدث بها الانتصاب: فالمخ يستشعر الاستثارة الجنسية في الجسم وتبدأ بعض النيوترونات في إنتاج مادة أكسيد النيتريك، وتعمل تلك المادة الكيميائية كرسالة ناقلة لإبلاغ الجسم بالاستعداد للانتصاب.
رجل يفكر
يعاني الملايين من الرجال من مشاكل جنسية في مختلف أنحاء العالم

وتبدأ عملية متسلسلة من الخطوات البيوكيميائية، وتؤدي إحداها لإنتاج إنزيم يطلق عليه cGMP.

ويؤدي هذا الإنزيم لاسترخاء العضلتين الملساوتين الاسطوانتي الشكل بالقضيب وبالتالي يتمكن الدم من التدفق لملء الأنابيب التي باتت قابلة للتمدد الآن داخل القضيب.

يذكر أن القضيب البشري المنتصب يمكنه أن يحوي من الدم عشرة أضعاف ما يحويه في حالة عدم الانتصاب.

ويقول لايتي "يؤدي كل هذا إلى تمدد في الأوعية الدموية التي تمر عبر القضيب إلى جانب استرخاء العضلات الاسطوانية الأنبوبية، إذ يلزم انبساطها حتى يمكن أن يتدفق الدم بكميات أكبر داخل القضيب وبالتالي يحدث الانتصاب إذ يتم حبس الدم داخل القضيب".

ولكن حالة الانتصاب لا تستمر للأبد، إذ ينتج الجسم مادة يطلق عليها PDE-5 تعمل على هدم المادة cGMP وبالتالي يعود القضيب إلى حالته الأولى.

وتعمل أغلب العقاقير المعروفة لعلاج العجز الجنسي - مثل الفياجرا وعقاري سياليس وليفترا - عن طريق تثبيط المادة PDE-5.

أما المادة الكيميائية المستخلصة من سم العنكبوت فتعمل بشكل مختلف، إذ تؤثر في مرحلة أسبق من عملية الانتصاب.

فالمادة السمية للعنكبوت تعمل بطريقة ما على رفع كمية أكسيد النيتريك المنتجة، والتي بدورها تطلق عملية الانتصاب.

ويعتقد العلماء أن توليفة من مركب صناعي لسم العنكبوت من جانب وعقار مثل فياجرا من جانب آخر يمكن أن يؤدي لأثر مضاعف.

ويقول لايتي "وبالتالي فإن أخذ العقارين معا يمكن أن يؤدي لفعالية أكثر في المرضى الذين لا يتجاوبون مع الفياجرا وحدها".

bbc